قانون الأسرة المغربي

تعتبر الأسرة عماد المجتمع بل قوامه الأساسي لكونها نتاج علاقة بشرية قائمة على مختلف القيم الإنسانية الكونية، والتي تؤسس لبنية اجتماعية متينة وغير هجينة ممتدة في الزمان والمكان.
ولقد أولت مختلف الأديان والتشريعات أهمية للأسرة كمفهوم اجتماعي متطور بتطور المجتمع وحركيته، بل إن المرجعيات الفقهية والقانونية المختلفة سعت الى ضبط التوازنات داخل الأسرة وعبره المجتمع/ الدولة للتأسيس لنسق متماسك للمنظومة الإجتماعية عموما (تحديد وبيان الحقوق والواجبات).
والأسرة بالبيان المجرد الذي ذكرناه تتأسس مبدئيا وابتداء من خلال الرابطة الزوجية التي تضم طرفان رئيسيان وهما الزوجان المتفقان على تكوين العائلة بغض النظر عن المرجعية الدينية.
إن الخوض في تيمة الأسرة وعبره الزواج، يستدعي ضرورة استحضار جميع المرجعيات والروافد الثقافية المؤطرة للموضوع عموما.
ولعل الإصدار السابع والثلاثون من سلسلة « المعارف القانونية والقضائية» لسنة 2016 في إطار منشورات مجلة الحقوق،  سيكون بدون شك مرجعا هاما في قانون الأسرة المغربي.
والأمر يتعلق أساسا بالجزء الأول حول « أحكام الزواج « عمد فيه الدكتور ادريس الفاخوري الى الإحاطة بجميع العناصر ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بالإطار التشريعي والفقهي والقضائي مستحضرا كل النقاشات والسجالات التي رافقت الأسرة المغربية من مدونة الأحوال الشخصية الى مدونة الأسرة.
فجاءت أجزاء هذا الإصدار متكاملا في ست فصول مركزية تهم الموضوعات التالية:
- دراسة سياق الإنتقال القانوني والواقعي من مدونة الأحوال الشخصية الى مدونة الأسرة،
- تدخل القضاء في قضايا الأسرة وخاصة دور النيابة العامة،
- ماهية الخطبة والزواج وأركانهما وشروطهما،
- معالجة الأساس القانوني لتوثيق عقد الزواج وكذا اثباته وآثاره.
وقد رافق تحليل مضامين هذه الإشكاليات رصدا للعمل القضائي في الموضوع سواء تعلق الأمر بقرارات غرفة الأحوال الشخصية والميراث بمحكمة النقض أو مجموع الأحكام الصادرة عن محاكم الموضوع (المحاكم الإبتدائية ومحاكم الإستئناف).
كما تم الإستدلال بالتشريعات المقارنة والتوجهات الفقهية المتنوعة كلما سنحت الفرصة لذلك.
تجدر الإشارة الى أن هذا العمل الأكاديمي لأستاذنا ادريس الفاخوري، ليس العمل النوعي والكيفي الأول في المادة الأسرية بل إنه إضافة نوعية لثلة من الإصدارات النوعية المهتمة بنفس الموضوع وتتويجا متميزا لمسار فقهي ذي مردودية معتبرة.
نسأل الله الأجر والإفادة وقراءة ممتعة.