أوقات في ردهات التردد

في مجموعته القصصية الجديدة يأبى القاص المغربي جمال الحنصالي إلا أن يستوقفنا لأوقات معينة في ردهات التردد، أوقات اقتنصها بعناية من الزمن المغربي الهارب ووزعها في باكورة إبداعاته على أنساق مختلفة موزعة بحس فني متميز على عشرة محاور (العنف/ الاعتراف / البرّ / الحلم/ الصمت/ فقدان الذاكرة/ انتحار/ الانهيار/ الوفاء/ الانفصال )، أوقات تجد تجلياتها في الواقع الرديء الذي نعيشه والذي يتوزع داخل المجموعة بكل تفاصيله القاتمة.
   فالعنف الراهن والمنسوب خطأ إلى آدم في إحالة تاريخية على صراع البقاء بين هابيل وقابيل يأتي نتيجة ومحاولة إقبار حلم معين ولو كان للحمام الزاجل الدال على الحرية، وطبيعي أن تعنيف الحلم لن ينتج سوى الصمت الذي يجتاح كرسيا هادئا لا يتحرك إلا من خلال الآخرين، صمت ينتج عن فقدان الذاكرة بما تحتويه من استطلاعات وتأملات في الحياة والتي لا تترك حلا لصاحبها إلا الانتحار المعنوي إذا لم يتمكن من المادي، لأنه سيجد نفسه أمام حالة انهيار تستبعد استرجاع مسافات، مما ينتج عنه وفاء متميز لكل القيم الإنسانية التي حاول العنف تحطيمها منذ البداية.