...الجزائر

إن غياب تاريخ وملامح وثقافة الدولة بالجزائر جعل مشروع بناءها يبدو سرابا، كما أن إشكالية السياسي والعسكري تجسدت بشكل جلي، حيث ظهرت ملامحها الأولى خلال الثورة لتأخذ بعدا أعمق بعد مؤتمر الصومام.
من خلال هذه الرحلة في قلب النظام الجزائري يتجلى أن تعاقب الرؤساء وتتالي الأحداث وتوالي الإصلاحات والتعديلات، بما فيها الدستورية، لم تحقق الإصلاح الجوهري داخل المؤسسات السياسية الاقتصادية والعسكرية لصالح حكم مدني ديمقراطي؛ الأمر الذي انتهى في العقدين الأخيرين بميزة أساسية تتمثل في شراء أو كراء السلم الاجتماعي جراء ما سمته الأوساط الجزائرية ب «البحبوحة المالية» ليظل السؤال في ظل الاحتقان الاجتماعي وتفاعلات الإعداد لمرحلة ما بعد بوتفيلقة : من يحكم الجزائر؟ وماذا عن حدود ومكانة المؤسسة العسكرية في ظل أزمة وتصدع غير مسبوق في ثالوث الحكم بالجزائر؟ فأمام ضبابية المشهد الجزائري وعدم وضوح الأفق يفرض السؤال نفسه : الجزائر إلى أين ؟