أفكار للمناقشة 2

أفكار للمناقشة 2

سيلاحظ القارئ الكريم تكرار الحديث عن عدد من الموضوعات مثل طبيعة الاجتهاد المستند إلى أصول الفقه، ومجاله، وسنده، والقائم به.
وتكييف المصالح العامة للمجتمع بفروض الكفاية، وإهمال مناقشة واقع المجتمعات الإسلامية، وانظمتها الدستورية، والتغيير المتلاحق لقوانينها المنظمة لمصالحها ومرافقها المتجددة باستمرار.
ومناقشة الدعوة إلى الاجتهاد الجماعي مع الاستحالة الفعلية لتحقيق أي تصور من التصورات المقدمة في الموضوع، فضلا عن تعارضها مع الواقع الذي يحياه كل المسلمين في العالم.
والتناقض الملاحظ بين التمسك الحرفي بآراء السابقين وتقليدهم وبين الدعوة إلى «الاجتهاد المقاصدي» وهو ما جعل الدعوة عقيمة رغم تاريخها الممتد إلى أكثر من قرن ووفرة الكتابة فيها بآلاف الابحاث والمجلدات ...
ان تكرار الحديث في هذه الموضوعات ومثيلاتها، يرجع إلى سببين:
الاول : ان محتوى الكتاب يتشكل من مجموع مقالات قدمت في مناسبات مختلفة.
والثاني : ان الموضوعات المشار إليها تعتبر بمثابة الكلمات المفاتيح لما ندعو إليه من ضرورة الوعي بعناصر ثقافتنا التي تغيِّب عنا أسئلة بدهية فيما نتلقاه منها، سواء القديمة منها أو الحديثة.
فمن عناصر ثقافتنا الموروثة:
1 - «المجتهد» المنفرد بالنطق بأحكام الشريعة:
    • تنسب إليه معرفة لا متناهية والحكم بما أراده الله والاحاطة بأحكام الله في كل جزئية من جزئيات الحياة أي انه قد بلغ «مبلغا فهم عن الشارع فيه قصده في كل مسألة من مسائل الشريعة، وفي كل باب من أبوابها، فقد حصل له وصف هو السبب في تنزله منزلة الخليفة للنبي صلى الله عليه وسلم في التعليم والفتيا والحكم بما أراده الله « ()
    • معصوم من الخطأ لانه «يحكم بما أراده الله» أو هو «ترجمان عن الله» مثل ترجمان القاضي للمتقاضين الأعاجم () أو حكم الله تابع لحكمه. ()
    • غير ملزم باستشارة أحد.
فهل في وسع بشر أن يكتسب كل تلك المعرفة؟ وكيف يعلو المجتهد على الرسول الأكرم الذي عاتبه الوحي في بعض اجتهاداته، وقال انتم أعلم بشئون دنياكم وأمره القرآن بالاستشارة؟
2 - المعرفة المساعدة للمجتهد على تفسير نصوص الشريعة الجزئية هي ضوابط التفسير المفصلة في أصول الفقه والتي تعنى بالدلالة اللغوية لهذه النصوص.
اما النصوص العامة أو الكليات فيشترك في فهمها جميع العقلاء فالمعروف مثلا هو خلاف المنكر «وفق ما تحكم به العقول الراجحة» والمصلحة «هي التي اذا عرضت على العقول قبلتها».
فما هو أساس حصر تنزيل الكليات في المجتهدين مع اعتبار رأي واحد منهم التفسير الصحيح الواجب على الأمة تقليده؟
3 - صفة «مجتهد» التي ارتبطت بها الامتيازات أعلاه: لا وسيلة عملية لاكتسابها من أحد. وتاريخيا لم يعترف بها لأحد من معاصريه في حياته () واليوم أصبح هذا الاعتراف من المستحيلات.
ومع ذلك يكثر الحديث عن «تجديد الفقه» مع التمسك باداته المتداولة «المجتهد».
فكيف يمكن تحقيق الهدف بوسيلة غير قابلة للتحقق والوجود؟ ألا ينبغي البحث عن طريقة للتجديد يقبلها الواقع ويحتضنها؟
4 - يتداول كذلك التجديد بمن يبعثه الله على راس كل مائة سنة.
التجديد يكون قطعا في الافكار وتفسير النصوص () اثر الانحراف في هذا التفسير أو على الأقل الجمود فيه. ومن يصدر منهم تحريف التفسير، ويتحملون مسئولية الجمود هم «العلماء».

Caractéristiques

  • Auteur: Auteur
  • ISSN: 2028-2257
  • ISBN: 978-9954-642-15-3
  • Dépôt Légal: 2028-2257
  • Nbr de Pages: 200 pages
  • Format: 17 x 24 cm

Collections Scolaires

Contact

10, Avenue Al Fadila - CYM, Rabat, Maroc
Tél : 05 37 79 57 02 | 05 37 79 69 14
Fax : 05 37 79 03 43
Email (Service Administratif et financier): darnachrelmaarifa@gmail.com
Email (Service Edition): darnachrmaarifa@menara.ma