أفكار للمناقشة 1

أثيرت فـي الكتاب موضوعات كثيرة، والدافع المشترك إلى إثارتها هو ما يبدو من غياب لأسلوب الإقناع فـي الأحكام، وخلل بين التنظير والتطبيق مثلا :
لكل من «الشورى» و«الاستشارة» معناه اللغوي الذي يميزه عن الآخر إلى حد التباين. فبناء على أي أساس يفسر «الشورى» بـ «الاستشارة» وتحرم الأمة من حقها فـي التقرير ويقال ان واجبها هو التقليد ؟
والمخاطب «بالاستشارة» هو الرسول عليه السلام وهو موجه بالوحي فكيف يقاس عليه غيره من الحكام الذين لا يختلفون عن غيرهم من الأفراد معرفة، وتجربة، وتفكيرا ؟
نعيش وسط أنظمة تطورت إلى «دولة مؤسسات» ونشاهد ما وفرته للمجتمع وللأفراد من استقرار منتج للشعور بالأمن ودافع إلى التوجه للعمل والبناء تدافعا مع المجتمعات الواعية بمسئولياتها، ومع ذلك نكتفي فـي مؤسساتنا التكوينية وفـي كتاباتنا المختلفة بالحديث بمصطلحات شخصنة الدولة وتلخيصها فـي «حاكم» و«محكومين».
لماذا نكثر الحديث عن الاجتهاد بمفهومه فـي أصول الفقه، ونتجاهل تعذر تطبيقه الراجع إلى قصوره المؤكد عن الاستجابة لحاجات المجتمع المعاصر: التنظيمية، والعلمية. فضلا عن عدم استناده إلى مبرر من أصول الشريعة التي منها مبدأ: الشورى والتداول فـي التقرير ؟
إلى متى يستمر وصف نصوص القانون فـي الدول الإسلامية بـ «القانون الوضعي» وبمخالفته للشريعة دون مناقشة لمضمونه، وبيان لهذه المخالفة المزعومة، وتقديم البديل شكلا وموضوعا ؟