الذكاء وحده لا يكفي للنجاح

إن كان الذكاء، بقدراته العقلية العامة، يقف وراء سرعة الإنجاز ومستواه كما كان يُظن منذ زمن طويل، فَبِمَ نفسر نجاح أفراد متوسطي الذكاء في التعلم وإنجاز المهام، خلافا لآخرين مرتفعي درجة الذكاء على سلالم القياس المعتمدة في هذا المجال؟
يَجُرُّنا هذا السؤال الكبير إلى تعميق التفكير للبحث في ما الذي يتوفر عليه أولئك الناجحون في مهامهم ولا يتوفر عليه الآخرون. فالذكاء، والحالة هذه، لم يعد كافيا لتفسير هذا الفرق، وأكيد أن هناك متغيرات أخرى تدخل على الخط، فتعزز ذكاء الفرد أو تساعد على توظيف هذا الذكاء على الوجه الأمثل.
لقد كرست الدراسات والأبحاث في مجال السيكولوجيا المعرفية حديثا معظم جهودها لإبراز الدور الذي تلعبه الوظائف التنفيذية للدماغ في إنجاح إنجاز المهام، ووقفت عند مهارات معرفية بدونها يتعذر على أي فرد، مهما كانت درجة ذكائه، أداء المهام اليومية بكفاية.
لقد فتح الاشتغال العلمي على الوظائف التنفيذية آفاقا رحبة لفهم ميكانيزم التعلم ونماذج التعامل مع المواقف والمثيرات، وبالتالي ساعد هذا الاشتغال على إيجاد سبل للتحكم في سلوكات معرفية محددة، وبناء أخرى للتكيف مع وضعيات جديدة لا يكون الفرد قد خبرها من قبل أو تدرب عليها.