الألغاز والأحاجي الشعبية

أصبحت الألغاز الشعبية والأحاجي تسير إلى ضياع مثلها مثل الكثير من كنوزنا تراثية وثقافية التي لم ننتبه إليها في حينها بالتوثيق والدراسة والبحث ..
 إننا لم نستوعب الدرس من الأمم المتقدمة التي تحترم  تراثها الحي وتكرم كنوزها البشرية الحية ،إننا تراثيون من دون تراث وحداثيون من غير حداثة ، غير التوهم بأننا نمتلك الحاضر أو الماضي ..كما قال الشاعر ..
هل غادر الشعراء من متردم                   أم هل عرفت الدار بعد توهم ..
فلا نحن عرفنا الدار ولا نحن أدركنا بعدنا عنها، ولم ندر قوما جهلوا تراثهم وعادوه كما نعادي تراثنا ونمقت أنفسنا وذواتنا ولغاتنا المحلية، وذلك نتيجة لقرون الجهل والاستعمار والتبعية وتسطيح الفكر وغياب النقد وتقبل رأي الاخر دون ترو أو تمعن..
إن الجمود في الفكر ومقت الاختلاف وتهميش الرأي الآخر  قد جعل الفكر عاجزا عن الاستيعاب والتفكير، فعندما نفكر فيما نقوم به حتما نكتشف نسبية المقاربة التي يقدمها الغير وحدودها فندخل في حوار معه من أجل تأسيس مقاربتنا وفكرنا الخاص ، والدخول في حوار يقتضي الاستناد الى ركيزة الأنا والهوية والتراث ...
 ثم بعد ذلك ندخل  في حوار مع الذات في سياق انجلاء الأوهام عن الذات وعن الآخر ،  أ ما اذا ما كنا غارقين في الأوهام ونعتقد أنها الحقيقة المطلقة سواء في النظر إلى الذات أو إلى الآخر  فعلى الحرية والفكر السلام ...
وهذه الفنون التي تركها الأجداد سواء المباشرون أو أجدادنا في البشرية شرقا وغربا من الحكمة في القول والفعل، تدفعنا إلى القول : إلى أي حد استوعبنا فنونهم وأدركنا معارفهم  وقدرناها حق قدرها ...