التنظيم القانوني للعمل عن بعد

« ... إن التطور العلمي والتكنولوجي والصناعي وما عرفته وسائل الاتصال من تقدم متسارع انعكس على جميع المجالات وبالأخص ميدان الشغل، حيث ظهرت مجموعة من الانماط الجديدة في تنفيذ الشغل كما عرف المغرب انتشارا واسعا لنمط جديد من العمل معتمد بالأساس على وسائل التكنولوجيا والاتصال وهو العمل عن بعد ليظهر لنا بالتالي نوعا جديدا من الأجراء وهم الأجراء العاملون عنه بعد.
ومع تزايد ظاهرة العمل عن بعد فقد شملت في السنوات الأخيرة أغلبية العمل والعاملين، فعدد الذين يقومون بأعمال إضافية أو جزئية من منازلهم كبير جداً يصعب تقديره، ولكنه يشكل نسبة قد تمثل أغلبية القوى العاملة، حيث بدأ العمل عن بعد تتسع آفاقه وفرصه ليشمل أعمالاً ومهنا كان يصعب أداؤها عن بعد، فقد أنشأت الإنترنت وشبكة الاتصالات عالماً من الأعمال والمهن وفرص العمل من المنزل جعلت هذه الظاهرة واحدة من أهم التحولات الاجتماعية والاقتصادية والمهنية والتي تغير في طبيعة الأعمال والموارد وإدارتها بل وفي شبكة العلاقات الاجتماعية وأنماط الحياة والثقافة.