أفكار للمناقشة 3

تدور الأفكار التي عرضت في هذه الأجزاء الثلاثة من سلسلة "وجهة نظر" حول الموضوع الذي شغل العالم الاسلامي منذ أكثر من قرن ـ وما يزال يفتنه ـ دون أن يهتدي إلى سبيل الرشاد في الاستفادة من إيجابياته وتفادي ما قد ينتج عنه من سلبيات.
الموضوع هو تفسير نصوص الوحي. فمنذ النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري الثامن عشر الميلادي انتبه عدد من المفكرين إلى علاقة الأوضاع المتخلفة للشعوب الإسلامية بالجمود على حرفية أحكام اجتهادية كان تفسير النصوص بها مرتبطا بملابسات الواقع وظروف الزمان والمكان.
ودعا هؤلاء المفكرون إلى "إحياء" الاجتهاد بمراعاة ما تجدد في حياة الناس وأوضاعهم الاجتماعية والفكرية وما استفادته الانسانية من حقول المعرفة المكتشفة.
ولم يتحقق شيء من آمالهم، نعم نؤكد انه لم يتحقق، وسندنا في ذلك ما يقدم في مؤسسات "الدراسات الإسلامية" حيث تنحصر "أحكام الفقه الاسلامي" فيما روي عن السابقين والمذاهب التي ينتمون إليها.
ونعتقد جازمين ان سبب فشل الدعوة إلى التجديد في أحكام فقه المعاملات يرجع إلى الثقافة التي تشكلت عبر قرون حول تفسير نصوص الوحي. وما تزال توجه الخطاب الديني لدى المسلمين في كل أنحاء العالم. ويتعلق الأمر بالمفسر، وبطبيعة التفسير وبمجاله.