الخبرة في ميدان الطب الشرعي

يتعلق هذا العمل المتواضع «بالخبرة في ميدان الطب الشرعي» وموضوعه يعتبر تكملة «للوجيز العملي في الطب الشرعي» الذي يضم بعض المقاطع التي ننشرها في هذا المؤلف الجديد مع إعطائها بعض الشروح التكميلية والمستفيضة. وبالرغم من كون هذا العمل يبدو لأول وهلة مكررا فإني أعتبر أن الخبرة في ميدان الطب الشرعي تستحق أكثر من بعض التلميحات المشار إليها آنفا إذ أن هذه العمليات تأخد في نطاق المسطرة أمام المحاكم أهمية أكبر بكثير من تلك التي ينص عليها الظهير بمثابة قانون عدد 177‪.‬84‪.‬1 وتاريخ 6 محرم 1405 (2  أكتوبر  1988) المتعلق بتعويض ضحايا حوادث العربات الأرضية ذات لمحرك «الذي تلاقى المحاكم صعوبة جدية في تنفيذه».
إن تطور التشريع يؤدي بالقاضي تدريجيا إلى الاعتماد لفض النزاعات المعروضة عليه أو فقط لتطبيق القانون الجنائي على آراء الاختصاصيين الذين يتعين عليهم نظرا لأهمية ماموريتهم والالتزام الملقى على عاتقهم أن يعيروا لتدخلاتهم ما تستحقه من أهمية  لما تنتج عليها من مسؤلية متزايدة.
ففي العلاقات القائمة بين القضاة والخبراء ينبغي أن يؤخذ دائما بعين الاعتبار أنه في غالب الاحيان ما تكون جودة الاحكام رهينة بجودة الخبرة.
والخبرة الطيبة نظرا لدقتها فهي ليست كمعظم الخبرات الأخرى التي تقتصر على إبداء مجرد ملاحظات مادية بل أن مجالها يمتد ليشمل مصير الانسان كبشر.